-->


اليمين الغموس هو


اليمين الغموس هو؟، معلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- شرع الحلفَ بهِ، وهو ما يُعرفُ باليمينِ، ومعلومٌ أنَّ للأيمانِ ثلاثةُ أنواعٍ، ومن هذه الأنواعُ اليمينُ الغموسِ، فما المرادُ بهذا المصطلح؟ وما حكمه؟ وما كفارته؟ وما هي أنواعُ اليمينِ الباقية؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.


اليمين الغموس هو

إنَّ اليمينَ الغموسَ عبارة عن حلف المرء يمينًا بالله -عزَّ وجلَّ- على أمرٍ ماضٍ، وهو كاذب، وقد سُمي هذا اليمينُ بالغموسِ؛ لأنَّه يغمس صاحبه في النارِ، أو لأنَّه يغمسُ صاحبه في الإثمِ؛ وذلك لتعمده الإثمَ فيها، وقيل أنَّ اليمينَ الغموسَ ليستْ يمينًا على الحقيقةِ؛ لأنَّ اليمينَ مشروعٌ، واليمينَ الغموسِ كبيرةٌ محضة، لكنَّه سُمي يمينًا على سبيل المجازِ؛ إذ أنَّ المرءَ يرتكب هذه الكبيرة على صورةِ يمينٍ.[1]

حكم اليمين الغموس

يعدُّ اليمينَ الغموسِ كبيرةً من كبائرِ الذنوبِ، ودليل ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه- حيث قال: (جاءَ أعْرابِيٌّ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما الكَبائِرُ؟ قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ. قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ عُقُوقُ الوالِدَيْنِ. قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: اليَمِينُ الغَمُوسُ. قُلتُ: وما اليَمِينُ الغَمُوسُ؟ قالَ: الذي يَقْتَطِعُ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هو فيها كاذِبٌ).[2]


كفارة اليمين الغموس

ذهب جمهور أهل العلمِ من الحنفيةِ والمالكيةِ والحنابلةِ إلى أنَّ اليمينَ الغموسَ لا كفارةَ عليها، وليسَ مطلوبٌ من المرءِ إلَّا التوبةَ وردَّ الحقوقِ إلى أصحابها، بينما ذهب الشافعية وفي رواية أخرى عن الحنابلةِ إلى وجوبِ الكفارةِ في اليمينِ الغموسِ إلى جانبِ التوبة وردِّ الحقوقِ إلى أصحابها.[3]


أقسام اليمين

إنَّ لليمينِ ثلاثة أقسامٍ، وفي هذا المقال سيتمُّ ذكر هذه الأقسامِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:[4]


اليمينِ المنعقدة: وهي أن يحلفَ المرءُ على أمرٍ مستقبلٍ قاصدًا يمينه، توكيدًا لفعلِ شيءٍ، أو تركه، وهذا اليمينُ ينعقدُ، فإذا برَّ المسلم بيمينهِ فلا شيءَ عليهِ، أمَّا إن حنثَ فتلزمه الكفارة، وقد جاء ذكر هذا النوعِ في قول الله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ).[5]

اليمينِ اللغو: وهي أن يحلف المرء على أمرٍ ماضٍ يظنُّ صدق نفسِه فيهِ لكن بانَ له خلافَه، أو أن يحلفَ على أمرٍ غيرَ قاصدٍ اليمينَ، وهذا النوعُ من الأيمانِ لا ينعقد، وليس على الحالف كفارةٌ إن حنثَ فيه، كما لا يأثمُ به أساسًا، وقد جاء ذكر هذا النوعِ في قول الله تعالى: (لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ).[6]

اليمنِ الغموسِ: وهذا هو النوعُ الثالث من الأيمانِ، وقد سبقَ الحديثُ عنه في الفقراتِ السابقةِ.

كفارة اليمين

من لزمته الكفارة، فإنَّه يخيَّر بين إطعامِ عشرةِ مساكينٍ، لكلِّ واحدٍ نصفُ صاعٍ من قوتِ البلدِ، أو كسوةُ عشرة مساكينٍ، أو عتقُ رقبةٍ، فإن لم يجد المرءُ سبيلًا إلى ذلك، فإنَّه يصومُ ثلاثة أيامٍ، وقد ذكر الله -عزَّ وجلَّ- كفارةُ اليمينِ في قوله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[7]


وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان اليمين الغموس هو، وفيه تمَّ تعريفُ اليمينِ الغموسِ وبيان حكمه وكفارته عند الأئمة الأربعة، ثمَّ تمَّ الحديث عن أنواعِ الأيمانِ وكفارةُ اليمينِ.